- حول ناتج عن عيوب الإبصار مثل طول النظر أو قصر النظر وهو أهم أسباب حدوث الحول فى الأطفال وأكثرها شيوعا.. يعتبر طول النظر ظاهرة طبيعية عند أغلب الأطفال ويختفى تدريجيا مع النمو وتستطيع عيون الأطفال التغلب على طول النظر بإحداث إنقباض شديد فى عضلات العين لجعل الصورة تتكون على الشبكية واضحة وهو مايسمى بظاهرة التكيف Accommodation ولكن فى بعض الحالات ينتج عن ذلك أن تتجه العينين داخليا وإذا أستمر الوضع لفترة زمنية يحدث حول داخلى esotropia .. عادة مايكون تصحيح طول النظر بإستخدام نظارة طبية كافيا لعلاج  هذا النوع من الحول فى مراحله الأولى.

 فى حالات قصر النظر يحدث العكس وتتجه العينين للخارج ولايلبث أن يتحول إلى حول خارجى سريعا ويكون استخدام النظارات الطبية أقل نجاحا فى هذه الحالات.

 على نفس المنوال يؤدى الإستيجماتيزم ذو الدرجات العالية إلى حدوث حول بنفس الطريقة

 حول ناتج عن ضعف او شلل فى عضلات أو أعصاب العين مثل حالات الإرتفاع الشديد للسكر فى الدم أو أورام المخ أو أورام العيون والحجاج أو إصابات العظام بالحجاج أو بعض الإلتهابات الفيروسية مثل الهربز Herpes Zoster وفى بعض حالات الغدة الدرقية

أمراض العين التى تؤدى إلى ضعف شديد أو فقدان للرؤية مثل الإنفصال الشبكى المزمن أو إلتهابات القزحية أو عتامات القرنية .. حيث تؤدى هذه الأمراض عادة إلى حول خارجى نتيجة ضعف الرؤية.

بعض أمراض الطفولة مثل متلازمة داون Down Syndrome أو Cerebral palsy أو حالات الأطفال المبتسرين يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالحول.

 -أخيرا فإن العامل الوراثى يلعب دورا مهما فى حدوث الحول فعندما يكون الأب أوالأم مصابين بضعف الإبصار أو الحول ترتفع نسبة إصابه أطفالهم بالحول.

هل الحول مسألة جما لية فقط أم تؤثر على النظر أيضا ؟

 الحول ليس مسألة جمالية أو شكلية فقط بل يؤدى الحول نفسه إلى ضعف شديد فى الإبصار عند الأطفال وفى حالة عدم علاجه بصورة سليمة خلال الثمانى سنوات الأولى من العمر (الفترة الحرجة) يصبح ضعف البصر اكثر صعوبة في العلاج.

لماذا يؤدى الحول إلى ضعف فى الإبصار؟

 نتيجة عدم التناسق بين إتجاهات العينين فإن مراكز الإبصار فى المخ تتلقى صورة مختلفة من كل عين على حدة مما يؤدى أولا إلى إزدواج فى الرؤية .. ولتفادى إزدواج الرؤية يبدأ المخ فى تجاهل إحدى الصورتين وخاصة القادمة من العين ذات البصر الأقل ويؤدى هذا التجاهل إلى عدم تكون مراكز المخ الخاصة بهذه العين بصورة سليمة مما يؤدى إلى ضعف أكثر وهكذا حتى تضعف العين تدريجيا وتسمى هذه الظاهرة Amblyopia أو Lazy eye أو كسل العين ومعناها أن العين قد تبدو سليمة ولكنها لاترى بصورة سليمة لعدم نمو مراكز الإبصار الخاصة بها بصورة سليمة أثناء مرحلة النمو (الفترة الحرجة).

 ومعنى ذلك أن الحول قد ينتج عن ضعف فى إبصار العين ولكنه يؤدى نفسه إلى حدوث ضعف أكثر فى الإبصار يحتاج علاجه إلى تدخل سريع فى فترة النمو.

 الأمر الذى يستلزم الإنتباه أن الطفل عادة مايكون غير قادر على ملاحظة وجود ضعف البصر فى احدى العينين لانه يكون قادرا على الرؤية بوضوح بإستخدام عين واحدة وبالتالى لايحس بآى أعراض ولايقوم بالشكوى وهنا تبرز أهمية الفحص الدورى لعيون الأطفال خاصة عند دخول المدرسة ودوريا كل عام وخاصة إذا كان الطفل أصلا يعانى من ضعف إبصار ويستخدم نظارة طبية.

علاج الحول:

 هناك طرق عديدة لعلاج الحول تعتمد على سبب حدوثه وعمر المريض وحالة العين ودرجة ضعف الإبصار ومدى حدوث كسل بالعين أو لا.

علاج ضعف الإبصار بإستخدام نظارة طبية 

إستخدام نظارة طبية دقيقة وسليمة يؤدى إلى تكون صورة واضحة على الشبكية وبالتالى وصول صورة واضحة إلى مراكز الإبصار بالمخ وبالتالى إلى ترابط بين العينين .. وعادة ما يستلزم ذلك استخدام النظارة الطبية طول الوقت حتى لو أشتكى الطفل فى البداية من عدم وضوح الرؤية بالنظارة وذلك حتى تتعود عضلات العين على عدم الإنقباض المستمر .

يؤدى إستخدام النظارة إلى إختفاء الحول تماما فى أكثر من 50% من الحالات وتكون النظارة هى العلاج الوحيد فى حالة إستخدامها بصورة سليمة وطول الوقت فى هذه الحالات ويعود الحول فى الظهور فى حالة عدم إستخدامها بصورة سليمة.

أما إذا لم تؤدى النظارة إلى إختفاء الحول تماما أو كانت درجة الحول كبيرة فيجب اللجوء لطرق علاجية آخرى.

غلق إحدى العينين: العلاج بالتغطية 

يتم إستخدام أسلوب التغطية لتقوية العين المصابة بالكسل وذلك عن طريق غلق العين السليمة لإجبار المخ على إستخدام العين المصابة بالكسل .. ويجب عندئذ الإستمرار فى إستخدام النظارة أثناء فترات غلق العين السليمة .. ويكون إغلاق العين السليمة لفترات محددة يوميا وعلى إمتداد أسابيع أو شهور مع التأكيد على أن يتم إستخدام العين المصابة بالكسل أثناء فترات إغلاق العين السليمة لضمان الإستفادة والعمل على تقوية الإبصار بها..

فى الماضى كان يتم وضع قطرات موسعة للحدقة مثل الأتروبين فى العين السليمة بديلا عن الإغلاق حتى تصاب بالزغللة ويضطر الطفل إلى الإعتماد على العين المصابة بالكسل ولكن يتم الآن إستخدام إغلاق العين السليمة بديلا عن هذا الأسلوب.

تدريبات لتقوية العضلات

 وتدريب العينين على العمل سويا Binocular exercisesويتم إستخدامها عادة فى الأطفال الكبار نوعا ما ومع إستخدام النظارة.

جراحات الحول:

 يتم إستخدام الجراحة فى علاج الحول فى حالات الحول الشديدة ذات الدرجة العالية... وفي حالات الحول التى لا تستجيب كليا أو تماما للعلاج بالنظارة الطبية مهما كان عمر الطفل .. كما يتم إستخدام الجراحة فى حالات الحول الذى يظهر فى خلال الشهور الأولى من العمر... وفى حالات الحول ذو الزاوية المتغيرة... وفى حالات الحول الرأسى ...وفي حالات الحول الناتج عن شلل عضلات العين.. ويجب ملاحظة أن ذلك من الممكن أن يتم فى الأطفال أقل من عام واحد ويتم بالمستشفى وبإستخدام مخدر عام وعادة مالايحتاج الطفل إلى المبيت بالمستشفى بل يغادر فى نفس اليوم..

ويجب ملاحظة الأتى:

 نقوم العملية عادة بتقوية أو إضعاف واحدة أو أكثر من عضلات العينين بصورة محسوبة ودقيقة لتحقيق الترابط بين عضلات العينين ولايشترط أن تكون العملية فى العين المصابة بالحول فقط بل يمكن إجراءها على عين واحدة أو العينين معا حسب حالة المريض المصاب بالحول.

الهدف من العملية ليس تقوية الإبصار أو علاج ضعف البصر  ولذلك فإن إجراء الجراحة لن يغنى عن إستخدام النظارة أو إستخدام أسلوب تغطية العين السليمة بعد العملية.

الهدف الرئيسى من العملية هو وضع العينين فى إتجاه واحد لتعويدهم على الترابط وعلى التعود على التناسق بين العينين وبالتالى منع حدوث كسل فى إحدى العينين.

قد يحتاج المريض المصاب بالحول الى إجراء أكثر من عملية لضمان تحقيق الهدف والتناسق بين العينين.

لايوجد عمر محدد لإجراء العملية بل يعتمد ذلك على حالة المريض ودرجة الحول وممكن إجراءها بداية من عمر 6 شهور فما فوق وحتى بعد سن 16 سنة وبعد إنقضاء الفترة الحرجة.

إستخدام أسلوب الحقن بالبوتكس لعلاج الحول

 يؤدى الحقن بالبوتكس إلى إضعاف العضلة التى يتم حقنها مؤقتا لمدة من 6 أسابيع إلى 3 شهور ويمكن إستخدام هذه الطريقة كوسيلة مؤقتة لعلاج بعض حالات الحول مثل حالات الشلل المؤقت لأعصاب العين... أو الحول الناتج عن مرض السكر... أو بعض حالات أورام المخ والحجاج.... كما يمكن اللجوء إليها فى بعض حالات الحول عند الأطفال كوسيلة مؤقتة لحين علاج ضعف الإبصار .. يجب إجراء الحقن داخل غرفة العمليات وعادة مايكون ذلك تحت تأثير مخدر ويمكن إستخدامه ايضا أثناء إجراء عملية الحول كوسيلة مساعدة.

هل يمكن أن يختفى الحول دون علاج أو مع نمو الطفل ؟؟

 للأسف هذا غير صحيح وفى حالة وجود آى حول بعد سن 6 شهور فإنه يجب علاجه بدون آى تأخير حيث أنه سيزيد تدريجيا ولن يختفى دون علاج.

ماهو الحول الظاهرى (الحور):

 فى بعض الأطفال ونتيجة تأخر نمو عظام الأنف بصورة طبيعية تكون قاعدة الأنف عريضة اكثر من المعتاد وبالتالى تكون المساحة بين العينين أكبر من المعتاد مما يعطى إنطباع خاطئ بوجود حول داخلى .... وتسمى هذه الحالة بالحول الظاهرى Apparent أو الحور .. وتختفى هذه الظاهرة مع نمو عظام الأنف عادة قبل سن 3 سنوات .. ويستطيع طبيب العيون إجراءا القياسات اللازمة لتحديد إذا كان الحول ظاهرى أو حقيقى.

الحول الكامن : Latent

 وهو مرحلة أولية من الحول حيث تكون العينين أو إحداهما ضعيفة وعلى وشك حدوث حول بها ولكن يقوم المخ بإرسال إشارات عصبية مستمرة للعضلات لمحاولة منع حدوث الحول وإذا استمر ضعف الإبصار بدون علاج فعادة ما تتحول الحالة من حول كامن إلى حول تام واضح manifest .. وعادة مايحدثأثناء فترة الحول الكامن ما يصاب المخ بالإرهاق عند أخر اليوم وبعد إستخدام العينين لفترة طويلة فيظهر الحول ويشكو أهل الطفل بأن الحول يظهر عند التعب أو قبل النوم أو عند إصابة الطفل بالبرد أو إرتفاع حرارته أو ماشابه .. وكثيرا ما يقول أهل الطفل أنه أصيب بالحول نتيجة إصابته بحمى أو إلتهاب وهم غير مدركين أن الحول كان كامنا وأن المرض أو الحمى أدت فقط إلى تحوله من حول كامن إلى حول ظاهر واضح .